مقالات

لا تجعل عملك في مهب الريح وكقصر بني على رمال متحركة

عبد المنعم فطافطة

لا تجعل عملك في مهب الريح وكقصر بني على رمال متحركة

عند اعتمادك على الفيس بوك كقناه اساسية لعملك فعملك في مهب الريح

الكثير من الاعمال تبني جوهر عملها على صفحة فيس بوك ويبدا بضخ الاعلانات المموله على الفيس بوك ويبدأ العمل بالازدهار ويقع في فخ ادمان اعتماد الفيس بوك كقناه اساسية للعمل الخاص به وارتكازه عليها وحدها
الى ان يتفاجأ فيما بعد عندما تتوقف اعلاناته المموله لسبب ما ، فيكتشف حينها انه بلا اعلانات مموله مبيعاته تكاد تكون صفرية

نجح الفيس بوك يالسيطرة على عالم التسويق وتحويل البراند فاليو الى قيمة صفرية ان لم تدفع !
على العكس من المنافسين للفيس بوك
فالفيس بوك قد قرن علامتك التجارية به . فحينما يتحدث شخص ما مع اصدقائه عن عرض معين “شفت عرض عالفيس بوك “

فبعدما نجح الفيس بوك بجعل ذاكرة المتابعين والمستخدمين ذاكرة سمك بحيث ان الخوارزمية الخاصة بعرض المنشورات مبنيه بعناية وعلى اسس علم نفس قوية بحيث يجعل المشترك ينسى او لا ينتبه للعلامه التجارية او الاسم التجاري وعندما تقوم بعمل اعلان ممول بالية بث المنشورات او جمع المعجبين ما هي الا لتركيز العلامة التجارية الخاصة بالفيس بوك في ذهن المشترك . حيث ان اللوجو الخاص بك او الاسم التجاري الخاص بك تأخذ فترة قصيرة وتتلاشا من ذاكرة المشترك الذي دفعت تكلفه اعلانية لاستقطابه

هنا يجب الوقوف لوهله والاستفاده من الفيس بوك في بناء علامتك التجاريه خارجه

نجح ايضا الفيس بوك بزرع وهم الاعداد الضخمة من كمية ظهور الاعلان وعدد الاشخاص الذين ظهر الاعلان على حساباتهم وبذلك حيد كل القنوات الاعلانية المنافسة على الانترنت بقدر كبير ووقع في فخ التحييد الكثير من الشركات والاعمال الصغيرة والمتوسطة
حيث عندما يعطيك الفيس بوك ان 100 الف شخص ظهر لديهم هذا المنشور لا يعني ان عدد الاشخاص قد شاهد الاعلان واكاد اجزم ان اقل من 10% شاهدو الاعلان واكثر من 90% ممن شاهدوه لم يجلب اهتمامهم فالنتيجة 1000 شخص من كل 100 الف شخص فعليا قد شاهد اعلانك .

فالفيس بوك قام باظهار الاعلان على 100 الف حساب في مواقع متفرقة ولمده 30 -60ثانية يتغير باعلان اخر لا ينتبه الشخص له
مما قضى على مواقع محليه تعطيك 50 -100 الف ظهور لاعلانك بنفس تكلفه الفيس بوك والفرق ان اعلانك مميز يفرقه اي شخص يراه عن محتوى ذلك الموقع
وبنظرة اقتصادية تحليليه . على مستوى فلسطين والوطن العربي فملايين الدولارات تدفع للفيس بوك ولو تم استثمارها داخليا في مواقع وتطبيقات محليه لخلقت العديد من فرص العمل وايضا تعود الفائده اكثر واكثر على الشركات والمحلات والاعمال

لا احارب الفيس بوك واعلانات الفيس بوك بهذا الموضوع لكن لاتبني قصرك على رمال متحركة . واختر القاعدة الصلبة واستفد من تلك الرمال في تقوية القاعدة الصلبه التي ترتكز عليها والبناء العالي الذي تقوم ببناءه

فارسم طريق الاعلانات التي تفيدك وتبني لك مركزية تملكها انت . وليس الفيس بوك

م. عبد المنعم فطافطة
خبير في الديجيتال ميديا و السوشال ميديا و التسويق الالكتروني والتجارة الالكترونية